الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

فلسفة الفن وعلم الجمال - دراسات عليا

معنى الفلسفة:
الفلسفة مجال نقدي يفحص شيئا لكي يحدد نقاط ضعفه وقوته وبذلك تكون الفلسفة دراسة نقدية متعلقة بمزايا الموضوع الذي تدرسه وليس عيوبه
الفلسفة ترفض قبول أي فكرة لا تثبت صحتها بأدلة واستدلالات وقرائن
الفلسفة تأخذ على عاتقها مهمة البحث الفاحص في الأشياء , وتكرس نفسها للبحث الدءوب الصريح لكي تتأكد ان كانت هذه الأطروحات لها مبرر من وجودها في داخل الحياة أم لا
الفلسفة تعصمنا من الانحدار إلى مستوى الانحدار العقلي والقطعية الذهنية في الحكم على العمل الفني
تعريف علم الجمال:
علم الجمال أو فلسفة الفن كما يسمى أحيانا هو فرع من فروع الفلسفة
علم الجمال يأخذ على عاتقة القيام باختبار نقدي عن مفاهيمنا المتعلقة بأمور مثل:
·ماهية الفن ·طبيعة الفن ·الفن الجميل ·ما الذي يميز الفنان المبدع عن الفنان العادي·أي نوع من التجربة يعد تذوق فني ·لماذا كانت هذه التجربة قيمة ·هل يمكن ان نفصل الخلاف حول الفن ·ماهى وظيفة الناقد
الفرق بين النقد وعلم الجمال
النقد يقوم بتحليل العمل الفني فيحكم على مواطن الجمال أو النقص فيه ، أما المبادئ العامة التي يفترضها الناقد فإنما ترجع إلى علم الجمال
أو بتعريف آخر: إذا كان النقد تفسيرا للعمل الفني بهدف تحسين العلاقة الجمالية بين العمل الفني وجمهور المتذوقين، فان علم الجمال هو تفسير لهذا التفسير
أو بقول آخر إذا كان النقد فى حد ذاته فرع من فروع الفلسفة فان علم الجمال نقد للنقد
الفرق بين مصطلح الفني – الاستطيقي – الجمال:
لفظ الفن يشير إلى إنتاج موضوعات عن طريق نشاط بشرى أبدعة مجموعة من البشر الموهوبين
الجمال لفظ يشير إلى قيمة الأشياء التي أنتجها أولئك المبدعون
الاستطيقي : هو إدراك تلك الموضوع
ماهو الفن الجميل ؟
هذا السؤال واجابتة هما من أقوى الأسئلة والإجابات في تاريخ فلسفة الفن لأنهما كانا مسيطران لعدة قرون على فكر ليس فقط فلاسفة الفن بل الفنانين والنقاد ومعلمي الفنون والفنانين وكذلك الأشخاص غير المتخصصين الذين ينحصر اهتمامهم في التطلع إلى الأعمال الفنية والاستمتاع بها
إذن ماهو الفن الجميل ؟ان أولى الإجابات وأقدمها وابسطها وأوسعها انتشارا هي نظرية المحاكاة فالفن الجميل يعرف بأنة الترديد الحرفي الأمين لموضوعات التجربة وما يكشف عنة الموضوع الفني يشبه بدقة ذلك النموذج الموجود خارج العمل الفني الذي يحاكيه العمل الفني .........وعلى هذا فان فن الصورة الشخصية يحاكى الشخص الذي تصوره تلك الصورة وبذلك تتبع تفاصيل وجهة بدقة يستطيع معها اى شخص يعرفه ان يتعرف علية من خلال صورته من الوهلة الأولى
وعلى هذا فان أهمية الفن هنا تابعة للمشابهة
يقول ليوناردو دافنشى الفنان الايطالي عن هذا المدخل حين يصف فن التصوير على أنة المحاكي الوحيد لكل الأعمال المرئية في الطبيعة , ان أعظم تصوير هو الأقرب شبها إلى الشيء المصور
ويقول أفلاطون ان كل ما يحتاجه الفنان هو ان يأخذ مرآة ويديرها في جميع الاتجاهات وتتلخص الفلسفة المثالية لأفلاطون في ان الأفكار أزلية وان العقل الانسانى هو أداة تفهم ووظيفة العقل هي البحث عن الحقيقة التي ينطوي عليها الكون , وان سعى الإنسان لمعرفة الحقيقة يكون عن طريق العقل باعتباره الأداة القادرة على الحكم الطريق إلى المعرفة يكون عن طريق التدريب العقلي عن طريق الفلسفة والرياضيات
حول معنى الفن
الفن هو نشاط إنساني تم الاستدلال علية منذ عصور ماقبل التاريخ ، هذا النشاط ينتجة مجموعة من البشر الذين يمتلكون موهبة ابداعية وابتكارية ويكون لديهم القدرة على التعبير عن طريق الوسائط الفنية عن افكار وموضوعات تؤثر فى الاخرين
وهناك تعريفات متعددة لكلمة فن منها:
الفن هو إنتاج عناصر مبتكرة بطريقة إبداعية يكون لها اثر جمالي على المتذوقين
وتشير كلمة فن فى معظم الأحيان إلى الفنون البصرية ( الرسم – التصوير – النحت – الحفر )
وقد تم تعريف الفن أيضا على أنة وسيلة للتعبير عن الأفكار وهو وسيلة للاتصال الثقافي
ومنذ عام 1750 تم تعريف كلمة الفن للدلالة على المهارات المستخدمة لإنتاج أشياء تحمل قيمة جمالية
على تعريفة فمن ضمن التعريفات أن الفن مهارة – حرفة – خبرة – إبداع – حدس – محاكاة
ويمكن تعريف الفن أيضا على أنة دراسة المهارات الإبداعية
عملية استخدام المهارة لإنتاج عمل إبداعي
هو منتج إبداعي يعتمد على مهارة
الفن هو منتج إبداعي يقوم على تحفيز أفكار المشاهد لما نطلق علية الاستجابة الجمالية
الفن أيضا هو التعبير عن فكرة فردية - أو فكر الجماعة بطريقة إبداعية
الفن هو تحويل الفكرة المتصورة إلى مجموعة من الرموز ذات الدلالة
ولقد تم تعريف كلمة فن تاريخيا على أنها ( المهارات) للإشارة إلى أي مهارة أو إتقان ولقد تغير هذا المفهوم منذ ظهور الاتجاه الرومانسي فى تاريخ الفن ، حيث تم تصنيف مجال الفنون تبعا للعلوم الإنسانية
واختلف الفلاسفة فى تعريف معنى الفن أو ماهية الفن .....هذا التفسير الذي نطلق علية اليوم فلسفة الفن ومن التعريفات الهامة لمعنى الفن أو ماهيته:
·الفن محاكاة (أفلاطون – أرسطو)
·الفن تعبير ( بندتو كروتشة )
·الفن ظاهرة اجتماعية ( إميل دوركايم)
·الرمز( سوزان لانجر)
الفن حدس ( هنري برجسون)
مفهوم الجمال فى الفن عند الإغريق
جمع المفهوم القديم للجمال فى الفن بين ( الفنان – الصانع) استنادا إلى أن كلا منهما يتميزان بالمهارة والصنعة ، كما كانت الهندسة والعديد من الصناعات والمهن تندرج تحت مسمى(فن)
ثم قام ( أرسطو ) بوضع تعريف يهدف إلى التفرقة بين( الفنون الجميلة) ( والفنون النفعية)
ولقد عرف الإغريقيون الجميل بأنة الشيء الذي تتوفر في علاقات ونسب تمثل النموذج الكامل
ومن هذة النسب ( القطاع الذهبي) الذي يتحقق عندما تصبح النسبة بين الجزء الأصغر والأكبر مساوية للنسبة بين الجزء الأكبر والكل على سبيل المثال 5:8 – 8: 13- 13:21
وعلى هذا يتم تعريف الجمال تبعا لفكر الإغريق على أنة مثالي ومحكوم بعلاقات رياضية منطقية ثابتة، واعتمادا على الخبرة البصرية ينظم الفنان العلاقات جماليا، بحيث تصبح الأجزاء متعلقة بعضها ببعض
وعلى هذا كان مبدأ الجمال فى الفن عند الإغريق يفهم من خلال التناغم والنظام والتناسب والشكل المتوازن
نظرية المحاكاة
·المحاكاة هي الترديد الحرفي لموضوعات التجربة المعتادة وما يتكشف عنة الموضوع الفني يشبه بدقة ذلك الأنموذج الموجود خارج العمل الفني الذي يحاكيه
·إذن فالمحاكاة تعنى المشابهة أي مماثلة العمل الفني لشيء نعرفه
·وإذا طرحنا قضية المحاكاة للمناقشة فسوف نكتشف أن هناك إشكاليات فى تعريف الفن من هذا لمدخل لماذا؟
·لقد رأينا فى الفن الحديث أن أعمالا كثيرة تم رفضها بسبب أن جمهور المتذوقين لا يرون فيها أي دلالة إيحائية لعناصر الواقع المرئي المحيط بهم ، وأيضا لا يكشف العمل الفني عن أي موضوع يمكن التعرف علية على الإطلاق
·وعلى العكس تماما فان التصوير الذي يلقى اهتماما هو ذلك الذي يعكس عناصر من الطبيعة
·ولقد أكد مفهوم المحاكاة من هذا المدخل الفنان ( ليوناردو دافنشى ) الذي يقول أن أعظم لوحات التصوير هي الأقرب شبها إلى الشيء المصور
·إذن فالموقف الجمالي بين العمل الفني والمشاهد تبعا لهذه النظرية سوف يكون منصبا على التعرف على النموذج الأصلي الذي يحاكيه العمل الفني
إذن فالاستجابة الجمالية سوف تكون موجهة إلى ( الموضوع) فإذا كان الموضوع واضحا بقدر معقول حيث يستطيع المشاهد أن يقول ( ها هو ذا) يكون فى هذة الحالة الموضوع وحدة هو الذي يستحوذ على إدراك المشاهد دون أن يكون هناك أي دور فاعل للبناء التشكيلي ودلالاته الانفعالية التخيلية
محاكاة الجوهر ( أرسطو ) الطبيعية أو الواقعية
المحاكاة عند أرسطو هي الانتقاء حيث قدم بهذا خطوة جبارة نحو إيضاح طبيعة الفن الجميل الذي لا نطلب منة ان يكون ترديدا حرفيا أو ان يكون مجرد نسخة
ولقد أثرت تلك الفلسفة فترة طويلة حتى فترة الكلاسيكية العائدة والتي تمتد حتى عام 1750
فلسفة الفن عند أرسطو
كان أرسطو على خلاف أفلاطون فالفن له وظيفة مزدوجة :
·فهو يقلد الطبيعة ثم يتسامى منها وليس النقل عند أرسطو محاكاة للمظهر الحسي للأشياء كما تبدو في الواقع كأنة تصوير فوتوغرافي بل الواقع أنة يجب ان تكون المحاكاة في الفن تصويرا لحقيقتها الداخلية ......وعلى هذا يقدم لنا الفن نموذج مشتق من القوانين التي تحكم الطبيعة
محاكاة الطبيعة عند أفلاطون وأرسطو:
كلا من أفلاطون وأرسطو يقول ان الفن يحاكى الطبيعة ولكن ثمة فرق بين الموقفين فموقف أرسطو نرى فيه اتجاها إلى الواقع وأيضا إلى تقليد الواقع ولكن بتعديل تظهر فيه اثر الصنعة الفنية فكأنما ثمة تدخل لشخصية الفنان لكي يبرز الواقع بصورة اقرب إلى الجمال والكمال العقليين ..........إذا فالفرق بين أرسطو وأفلاطون ان موقف أفلاطون يمكن ان نطلق علية الموقف الموضوعي المثالي أما موقف أرسطو فنطلق علية الموقف الموضوعي الواقعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق